› المنتدى › المنتديات العلمية › القرآن الكريم وعلومه › منتدى القرآن العام › القصص القرآني فوائده وآثاره…..
- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 12 سنة، 8 أشهر by
مرافئ.
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
-
الكاتبالمشاركات
-
1429-07-06 الساعة 6:04 م #1361
مرافئ
مراقبالقصص القرآني فوائده وآثارهالشيخ الدكتور مناع القطان ( وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدارسات العليا رحمه الله)الحادثة المرتبطة بالأسباب والنتائج التي يهفو إليها السامع،فإذا تخللتها مواطن العبرة في أخبار الماضين كان حبالاستطلاع لمعرفتها من أقوى العوامل على رسوخ عبرتهافي النفس، والموعظة الخطابية تسرد سرداً لا يجمع العقلأطرافها ولا يعي جميع ما يلقى فيها، ولكنها حين تأخذصورة من واقع الحياة في أحداثها تتضح أهدافها،ويرتاح المرء إلى سماعها، ويصغي إليها بشوق ولهفة،ويتأثر بما فيها من عبر وعظات، وقد أصبح أدب القصة اليومفناً خاصاً من فنون اللغة وآدابها، والقصص الصادقيمثل هذا الدور في الأسلوب العربي أقوى تمثيل، ويصوره فيأبلغ صورة: القرآن الكريم. معنى القصص القصّ: تتبع الأثر،يقال: قصصت أثره: أي تتبعته، والقصص مصدر،قال تعالى: (فارتدا على آثارهما قصصا) [الكهف: 46].أي رجعا يقصان الأثر الذي جاءا به. وقال على لسان أم موسى:(وقالت لأخته قصيه) [القصص:11] أي تتبعي أثره حتىتنظري من يأخذه. والقصص كذلك: الأخبار المتتبعةقال تعالى: (إن هذا لهو القصص الحق) [آل عمران: 62].وقال: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) يوسف: 111].والقصة: الأمر، والخبر، والشأن، والحال.وقصص القرآن: إخباره عن أحوال الأمم الماضية، والنبوات السابقة،والحوادث الواقعة- وقد اشتمل القرآن على كثير منوقائع الماضي، وتاريخ الأمم، وذكر البلاد والديار.وتتبع آثار كل قوم، وحكى عنهم صورة ناطقة لما كانوا عليه.أنواع القصص في القرآنوالقصص في القرآن ثلاثة أنواع:النوع الأول: قص الأنبياء، وقد تضمن دعوتهم إلى قومهم،والمعجزات التي أيدهم الله بها، وموقف المعاندين منهم،ومراحل الدعوة وتطورها، وعاقبة المؤمنين والمكذبين.كقصص نوح، وإبراهيم، وموسى، وهارون، وعيسى، ومحمد،وغيرهم من الأنبياء والمرسلين، عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام.النوع الثاني: قصص قرآني يتعلق بحوادث غابرة، وأشخاصلم تثبت نبوتهم، كقصة الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوفحذر الموت. وطالوت وجالوت، وابني آدم، وأهل الكهف،وذي القرنين، وقارون، وأصحاب السبت، ومريم، وأصحابالأخدود، وأصحاب الفيل، ونحوهم.النوع الثالث: قصص يتعلق بالحوادث التي وقعت في زمنرسول الله صلى الله عليه وسلم كغزوة بدر وأحد فيسورة آل عمران، وغزوة حنين وتبوك في التوبة،وغزوة الأحزاب في سورة الأحزاب، والهجرة، والإسراء،ونحو ذلك.فوائد قصص القرآنوللقصص القرآني فوائد نجمل أهمها فيما يأتي:1- إيضاح أسس الدعوة إلى الله، وبيان أصول الشرائع التيبعث بها كل نبي (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحيإليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) [الأنبياء: 25]. 2– تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وقلوب الأمةالمحمدية على دين الله وتقوية ثقة المؤمنين بنصرة الحقوجنده وخذلان الباطل وأهله ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسلما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظةوذكرى للمؤمنين ) 120 – هود3- تصديق الأنبياء السابقين وإحياء ذكراهم وتخليد آثارهم .4- إظهار صدق محمد صلى عليه وسلم في دعوته بما أخبر بهعن أحوال الماضين عبر القرون والأجيال .5– مقارعته أهل الكتاب بالحجة فيما كتموه من البيناتوالهدى، وتحديه لهم بما كان في كتبهم قبل التحريفوالتبديل كقوله تعالى ( كل الطعام كان حلا لبني إسرائيلإلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراةقل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ) 93 – آل عمران6- والقصص ضرب من ضروب الأدب، يصغي إليه السمع،وترسخ عبره في النفوس، (لقد كان في قصصهم عبرةلأولي الألباب ) 111 – يوسفتكرار القصص وحكمتهيشتمل القرآن الكريم على كثير من القصص الذي تكرر فيغير موضع، فالقصة الواحدة يتعدد ذكرها في القرآن،وتعرض في صور مختلفة في التقديم والتأخير،والإيجاز والإطناب، وما شابه ذلك ومن حكمة هذا:1- بيان بلاغة القرآن في أعلى مراتبها. فمن خصائص البلاغةإبراز المعنى الواحد في صورة مختلفة، والقصة المتكررةترد في كل موضع بأسلوب يتمايز عن الآخر، وتصاغ فيقالب غير القالب، ولا يمل الإنسان من تكرارها، بلتتجدد في نفسه معان لا تحصل له بقراءتها فيالمواضع الأخرى. 2- قوة الإعجاز- فإيراد المعنى الواحدفي صور متعددة مع عجز العرب عن الإتيان بصورةمنها أبلغ في التحدي. 3- الاهتمام بشأن القصة لتمكينعبرها في النفس، فإن التكرار من طرق التأكيد وأماراتالاهتمام. كما هو الحال في قصة موسى مع فرعون،لأنها تمثل الصراع بين الحق والباطل أتم تمثيل- معأن القصة لا تكرر في السورة الواحدة مهما كثر تكرارها.4- اختلاف الغاية التي تساق من أجلها القصة- فتذكربعض معانيها الوافية بالغرض في مقام، وتبرز معان أخرىفي سائر المقامات حسب اختلاف مقتضيات الأحوال. القصةفي القرآن حقيقة لا خيال ومن الجدير بالذكر أن أحدالطلاب الجامعيين في مصر قدم رسالة لنيل درجة“الدكتوراه” كان موضوعها: “الفن القصصي في القرآن” ( )أثارت جدلاً طويلاً سنة 1367هجرية، وكتب عنها أحد أعضاءاللجنة الذين اشتركوا في مناقشة الرسالة،وهو الأستاذ أحمد أمين- تقريراً بعث به إلى عميدكلية الآداب، ونشر في مجلة ” الرسالة” وقد تضمنالتقرير نقداً لاذعاً لما كتبه الطالب الجامعي،وإن كان أستاذه المشرف قد دافع عنه. وصدرالأستاذ: “أحمد أمين” تقريره بالعبارة الآتية:“وقد وجدتها رسالة ليست عادية، بل هي رسالة خطيرة،أساسها أن القصص في القرآن الكريم عمل فني خاضعلما يخضع له الفن من خلق وابتكار من غير التزاملصدق التاريخ. والواقع أن محمداً فنان بهذا المعنى” ثم قال:“وعلى هذا الأساس كتب كل الرسالة من أولها إلى آخرها،وإني أرى من الواجب أن أسوق بعض أمثلة، توضحمرامي كاتب هذه الرسالة وكيفية بنائها”ثم أورد الأستاذ “أحمد أمين” أمثلة منتزعة من الرسالة تشهد بما وصفها به من هذه العبارة المجملة ( )كادعاء صاحب الرسالة أن القصة في القرآن لا تلتزم الصدقالتاريخي، وإنما تتجه كما يتجه الأديب في تصوير الحادثةفنياً، وزعمه أن القرآن يختلق بعض القصص وأن الأقدمينأخطأوا في عد القصص القرآني تاريخاً يعتمد عليه …والمسلم الحق هو الذي يؤمن بأن القرآن كلام الله،وأنه منزه عن ذلك التصوير الفني الذي لا يعنىفيه بالواقع التاريخي، وليس قصص القرآن إلا الحقائق التاريخيةتصاغ في صور بديعة من الألفاظ المنتقاة، والأساليب الرائعة.ولعل صاحب الرسالة درس فن القصة في الأدب،وأدرك من عناصرها الأساسية الخيال الذي يعتمدعلى التصور، وانه كلما ارتقى خيالها ونأى عن الواقع كثرالشوق إليه، ورغبت النفس فيها، واستمتعت بقراءتها،ثم قاس القصص القرآني على القصة الأدبية. وليسالقرآن كذلك، فإنه تنزيل من عليم حكيم، ولا يرد في أخبارهإلا ما يكون موافقاً للواقع، وإذا كان الفضلاء من الناسيتورعون أن يقولوا زوراً ويعدونه من أقبح الرذائل المزريةبالإنسان، فكيف يسوغ لعاقل أن يلصق الزور بكلامذي العزة والجلال؟ والله تعالىهو الحق: (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل)[الحج: 62]. وأرسل رسوله بالحق:(إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً) [فاطر: 24].(والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق) [فاطر:31].(يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم) [النساء: 170].(وأنزلنا إليك الكتاب بالحق) [المائدة: 48].(والذي أنزل إليك من ربك الحق) [الرعد: 1].وما قصه الله تعالى في القرآن الحق: ((نحن نقص عليكنبأهم بالحق) [الكهف: 13]. (نتلو عليك من نبأ موسىوفرعون بالحق) [القصص: 3].أثر القصص القرآني في التربية والتهذيبمما لا شك فيه أن القصة المحكمة الدقيقة تطرقالمسامع بشغف- وتنفذ إلى النفس البشرية بسهولةويسر، وتسترسل مع سياقها المشاعر فلا تمل ولا تكد،ويرتاد العقل عناصرها فيجني من حقولها الأزاهير والثمار.والدروس الفنية والإلقائية تورث الملل، ولا تستطيعالناشئة أن تتابعها وتستوعب عناصرها إلا بصعوبة وشدة.وإلى أمد قصير. ولذا كان الأسلوب القصصي أجدى نفعاً،وأكثر فائدة. والمعهود- حتى في حياة الطفولة- أن يميلالطفل إلى سماع الحكاية، ويصغي إلى رواية القصة،وتعي ذاكرته ما يروى له، فيحاكيه ويقصه. هذه الظاهرةالفطرية النفسية ينبغي للمربين أن يفيدوا منهافي مجالات التعليم، لاسيما التهذيب الديني، الذيهو لب التعليم، وقوام التوجيه فيه. وفي القصص القرآنيتربة خصبة تساعد المربين على النجاح في مهمتهم،وتمدهم بزاد تهذيبي، من سيرة النبيين، وأخبار الماضينوسنة الله في حياة المجتمعات، وأحوال الأمم. ولا تقولفي ذلك إلا حقاً وصدقاً. ويستطيع المربي أنيصوغ القصة القرآنية بالأسلوب الذي يلائمالمستوى الفكري للمتعلمين، في كل مرحلة منمراحل التعليم.وقد نجحت مجموعة القصص الديني للأستاذين:“سيد قطب”،”السحار” في تقديم زاد مفيد
نافع لصغارنا نجاحاً معدوم النظير، كما قدم “الجارم”القصص القرآني في أسلوب أدبي بليغ أعلى مستوى،وأكثر تحليلاً وعمقاً. وحبذ لو نهج آخرون هذا النهجالتربوي السديدمن كتاب مباحث في علوم القرآن تأليف الشيخ الدكتور / مناع القطان- رحمه الله –تعليق::ألا نستثمر هذه القصص في تربية النشئ؟!! -
الكاتبالمشاركات
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.