- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 12 سنة، 5 أشهر by .
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.
› المنتدى › الأطياف › الطيف العام › (التعلق) يحول العاطفـــة إلى عاصــفة…
داء مضاد للتوحيد … يحصل من الجهل وغفلة القلب عن الله … ضرره في القلب كضرر السموم في الأبدان …
يصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه … إنه التعلق بالمخلوق من دون الخالق … إنه شدة الحب للمخلوق .
الحب غريزة فطرية ، فما من مخلوق إلا وهو يحب ويكره … وليست عاطفة الحب مذمومة في حد ذاتها بل يتعلق مدحها وذمها باعتبار متعلقها ومن تُصرف له تلك المشاعر ، وتوجه إليه تلك الأحاسيس الرقيقة …
لست أقول لا
نحب … فهذا خلاف الفطرة وقتل للمشاعر ، ولكني أقول : من هو الشخص الذي يستحق أن نحبه ؟
وهل هو مستحق لهذا شرعاً ؟
لأن العاطفة إذا لم تضبط بمقياس الشرع وتحكم بميزان العقل ، وتوزن بمعيار العفة والفضيلة
فإنها تكون حينئذٍ عاصفة لا عاطفة … تدمر كل شيء أمامها ، وتؤذي بصاحبها إلى الهاوية .
لنعلم جميعاً أننا مهما كنا عاطفيين أن الحياة تظل أغلى وأثمن من أن تكرس وتعلق بحبيب …
أو عشيق …
ويبقى تحقيقنا لذواتنا أغلى وأثمن من الركض وراء العواطف والمشاعر الرقيقة
إنه السعادة ؟
السعادة ليست في الحب وحده … كلا … بل في الحقيقة لا تكون إلا
(( بالحياة مع الله )) ، والعيش في ظل طاعته سبحانه وتعالى …
لأن في النفس البشرية ظمأً داخلياً روحياً لا يرويه عطف الوالدين ،
ولا حب الأزواج ،
ولا مودة الأصدقاء …
فكل ما تقدم يروي بعض الظمأ لأن كل إنسان مشغول بظمأ نفسه فهو بالتالي أعجز من أن يحقق الري الكامل لغيره …
ولكن الري الكامل والشبع التام لا يكونان إلا باللجوء إلى الله تعالى والعيش في ظل طاعته ،
والحياة في كنف مرضاته والسير على هدايته ونوره ، فحينها يستنير الوجه وينشرح الصدر ويحيى القلب فتذوق طعم الحب الحقيقي ومذاق اللذة الروحية ونشعر بالسعادة التامة …
لأن الناس إذا أحبوا أخذوا … ,وإذا منحوا سلبوا…
وإذا أعطوا ملوا … وتضجروا ،
ولكن الله تعالى إذا أحب عبده أعطاه بغير حساب ومنحه بغير منة و لا انقطاع …
فكيف حبنا لمن يحسن إلينا على الدوام مع إساءتنا ؟
فخيره إلينا نازل …
وشرنا إليه صاعد …
يتحبب إلينا بالنعم وهو غنيٌ عنا …
ونتبغض إليه بالمعاصي ونحن الفقراء إليه ؟