~~ الآية الثالثة ~~
قال الله جل ثناؤه :
{ كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَاً بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} [العلق: 15-16] .
و قال جل ذكره :
{ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
[ هود : 56 ] .
و قال سبحانه :
{ يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ} [الرحمن: 41] .
حديث الإعجاز :
روى الإمام أحمد في مسنده عن رسول الله صلّى الله عليه و سلم أنه قال : “ما أصاب أحداً قطّ همّ
و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيّ حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك أو علّمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، و نور صدري ، و جلاء حزني ، و ذهاب همّي ، إلا أذهب الله همّه
و حزنه و أبدله مكانه فرجاً …” .
حقائـق علمية :
– بعد تشريح أعلى الجبهة وُجد أن الفص الأمامي للمخ هو العضو المستتر وراءها و يتميّز عن نظيره في الحيوان بأن المناطق المسؤولة عن السلوك و عن الكلام متطورة و بارزة من الناحية التشريحية و الوظيفية .
وجه الإعجاز :
وجه الإعجاز في الآية القرآنية و الحديث النبوي الشريف هو أنهما أشارا بدقة علمية متناهية إلى
أن القشرة الجبهية الأمامية المختفية في عمق ناصية الإنسان هي مركز القرار عنده لضبط تصرفاته من حيث الصدق و الكذب و الخطأ و الصواب و الاتزان و الانحراف ، و هذا ما كشفت عنه الدراسات العلمية الحديثة في النصف الثاني من القرن العشرين .